سمات الشباب:

إذا وردت كلمة “الشباب” في الذهن حملت معها معاني القوة والجرأة، التي قد تصل إلى التهور، والاعتزاز بالنفس الذي قد لا يقبل صاحبه نصائح الآخرين، والثقة التي لا تحدها حدود، مما يجعلها تختلط مع الخيال أحيانا، وكل تلك الصفات هي سمات مرحلة الشباب التي يحن الكبار لذكراها، ويأمل الصغار ويتعجلون في الوصول إليها، وإذا تحلى الكبار بالحكمة ورزانة العقل، وحسن التصرف في الأمور بخبرتهم التي اكتسبوها على مر الزمان، فأغناهم ذلك عن شيء كثير مما إليه يحنون، فإن الصغار الذين هم دون مرحلة الشباب لا يملكون شيئا من ذلك؛ ولذا يتعجلون، ويقلدون غيرهم ممن هم أكبر سناً (الشباب).

ومن هنا فإن الواقع يقرر أن الشباب يطبعون الجيل الذي يخلفهم بطابعهم، ويؤثرون فيه بأعمالهم وأقوالهم تأثيراً بليغاً، قد تخفف من حدته أحيانا -وفي بعض الحالات- تجارب الكبار وتوجيهاتهم التي يلاحقون بها صغارهم، فإن كان الشباب صالحا -في معظمه- سهل على الجيل الذي يليه أن يسير في نفس الطريق، وأن يشب حافظاً لقوته من أن تنسرب في مخادع الشهوات أو مجالس المسكرات والمخدرات، وإن كان الشباب غير ذلك فإن البلاء الذي يحيق بالجيل الذي يليه يكون أعظم وأخطر وأعم، لأن الفساد يتستر في أغلفة لا يبحث خلفها المصلحون، وقد لا يعرفها المرشدون فتظل كامنة مستترة تنحر في الأخلاق، ثم إن الشاب أو الفتاة يباهي أمام الأقران وربما أمام من هم أصغر منه سناً بما فعل وما ارتكب، إظهاراً منه للبطولة، وتعجلا لمظاهر الرجولة.

ولكنه -أبداً- لا يفعل ذلك أمام الكبار ولا يتحدث به أمامهم، لإدراكه أن هذا لا يرضيهم ولا يقرونه عليه، وأن أبسط ما يناله منهم هو اللوم والتقريع، من هنا تنسرب انحرافات الشباب القولية وحتى الفعلية في سراديب السرية، فلا يشعر بها الكبار، وإن شعر بها بعض الصغار.

شيوع الإثارة الجنسية:

وهذا يضاعف مسئولية التربويين الذين ينبغي عليهم أن يبذلوا نشاطاً كبيراً مع الشباب، وأن يحسنوا توجيهه، وأن يباعدوا بينه وبين الانحرافات التي يتعمد الآخرون أن يضعوها له، وأن يزينوها أمامه (عن طريق وسائل الإعلام، ودور النشر، والمسرح، والسينما، والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، وعن طريق كل عميل خائن وكاتب مأجور) (دور الشباب في حمل رسالة الإسلام ص21)

وقد عمل الأعداء على إغراق الشباب في الفساد، حتى (لا يهتم بالعظائم، ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همه في دنياه إلا في الشهوات، فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات وإن تبوأ المراكز ففي سبيل الشهوات..) هكذا يقول القس زويمر كبير المبشرين عن ثمرة جهود إخوانه المبشرين في البلاد الإسلامية، حتى صارت جهود كثيرة تسعى في كل دولة إسلامية لإثارة الشهوات أمام الشباب، وقد عبر عن ذلك واحد من الشباب فقال: “إذا ذهبت في السيارة نظرت يميناً فإذا أنا بامرأة متبرجة متزينة .. وأدخل البيت وأجلس مع أهلي وإذا بفيلم فاضح يعرض صوراً عارية على شاشة التلفزيون .. أجلس في داري وأقرأ الجرائد، وإذا ببصري يقع على ما يثير النفوس ويهيج الشهوات .. أقرأ المجلات وإذا بالقصص والأخبار المثيرة تثير كوامن النفس الأمارة..” (العفة ومنهج الاستعفاف ص11) وكذلك عبرت إحداهن عن ذلك فقالت: “إني أفكر في الانتحار في كل دقيقة، بل في كل ثانية لأنه لا تمضي ساعة واحدة دون أن أشعر بالعاطفة الجنسية الجامحة تخترق أحشائي كما يخترق الرصاص جسم الإنسان ويقتله، وكلما شاهدت فيلماً عاطفياً أو قرأت قصة غرامية تثور عاطفتي وغرائزي” (المصدر السابق ص53)

نموذج واقعي:

أليست هذه الإثارة المتعمدة والمستمرة للشهوات، ثم ما يتبعها من إحباطات عند الشاب أو الفتاة، مع غياب التربية الصحيحة والرقابة الأسرية، وإعطاء الشباب كثيرا من الحرية والسهر وربما التغيب عن البيت من غير أن يسال أحد عن الغائب لم غاب وأين غاب؟ ولا عن المتأخر خارج البيت أين كان ومع من؟ أليس هذا القصور التربوي والأسري وراء ما تطالعه في الصحف كل يوم من جرائم أخلاقية تتصل بهتك الأعراض، وإدمان المخدرات؟

أليس سيل الجرائم الذي لا يتوقف وراءه هذه المثيرات الدافعة للانحراف؟

وإلا ما الذي يجعل فتاة في سن الرابعة عشرة تقبل أن تنحرف وتمارس الفاحشة راضية مختارة؟

وهذا ما كتبته إحدى الصحف الكويتية في 31/5/1998م كتبت: “تلقت عمليات الفروانية بلاغاً بالعثور على فتاة كويتية الجنسية (14 سنة) سجل لها قضية بسجل المتغيبين حيث أفادت أن أحد الأشخاص أخذها إلى منزل أحد أصدقائه وقام بمعاشرتها معاشرة الأزواج كما قامت في اليوم التالي بالذهاب مع اثنين آخرين إلى شقتهما وقاما بهتك عرضها ومعاشرتها ثم تركاها في الواجهة البحرية حتى عثر عليها من قبل رجال مخفر السالمية. وإدارة العلاقات العامة تهيب بالأسر ضرورة فرض رقابة صارمة على الأبناء وخاصة الفتيات القصر وعدم تركهن يخرجن بمفردهن من المنزل لضمان عدم تعرضهن لمثل هذه المشاكل”.

وإدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية تستحق الشكر على مناشدتها الآباء والأمهات أن يراقبوا أبناءهم وبناتهم، وليتها عممت هذه المناشدة، لتصل إلى أجهزة الإعلام التي تثير في الشباب كوامن الغريزة، التي تجمح بهم فتخرجهم عن حدود الدين والأخلاق والقيم، وهذا يحقق ما هدف إليه اليهود في بروتوكولاتهم إذ قالوا: “يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا، إن فرويد منا سيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكيلا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس، ويصبح همه الأكبر هو إرواء غرائزه الجنسية، وعندئذ تنهار أخلاقه) (منهج العفة نقلا عن تربية الأولاد في الإسلام) وهذا ما يحدث في كثير من الأفلام والمسلسلات وأفلام الفيديو، وبعض العروض المسرحية، وعروض الأزياء، ومسابقات الجمال التي صارت تقام في بعض البلاد الإسلامية، إلى جانب شيوع السفور والتبرج والخضوع في القول والتكسر في المشية، والتخنث في الحركة، وكل هذا معروض أمام الشباب الذي تلهبه الشهوات بسياطها وتجذبه النزوات نحوها، ولا يحول بينه وبينها وازع من ضمير أو رقابة من أسرة، فغاب جانب التوجيه والإرشاد، وحضرت إلى جانبه وزينت الشر له صحبة الأشرار .. فماذا تنتظر منه؟ وماذا تنتظر له؟

لقد آلمني كثيرا أن أرى بعد صلاة فجر أحد الأيام عند أحد فروع بعض الجمعيات التي تقدم خدماتها أربعا وعشرين ساعة ستة شبان وفتاتين فوق أربع دراجات نارية، لا تكاد تفرق بين الفتى والفتاة في ملبس ولا مظهر إلا أن الفتاة ينسدل شعرها قليلا خلف ظهرها، ثم نزلوا لشراء بعض العصائر، وركبوا دراجاتهم وانطلقوا حتى غيبهم الشارع عن أعين الناظرين، وتساءلت من أين جاءوا وإلى أين يذهبون؟ وأين آباؤهم وأمهاتهم؟ وأي رقابة على هؤلاء؟

وإذا كان هذا يحدث في الكويت رغم العرف والعادة والتقاليد التي ترفض هذه التصرفات المخالفة لدين الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، فما بالك بما يحدث في خارجها على يد المسافرين، وقد نقلنا من قبل كلمة الأستاذ طارق ذياب في حديثنا عن السياحة والسفر ولا بأس أن نعيدها هنا في حديثنا عن الشباب والعفة لعل فيها عبرة لمعتبر وعظة لمتعظ.

(خلال عطلة الهجرة النبوية سافرت إلى إحدى الدول العربية المطلة على البحر المتوسط لإنجاز بعض الأعمال، وعند عودتي تأخرت الطائرة عن موعدها، فانتظرنا لمدة ساعتين في صالة الانتظار التي امتلأت بالمسافرين العائدين إلى الكويت، ولقد هالني الأمر، فقد كانت أغلبيتهم من الشباب الكويتي الذين تراوحت أعمارهم بين 15 و25 سنة، إلا أن عددا منهم كانوا في حالة من السكر الواضح، وقد احمرت أعينهم وهم يتضاحكون بصوت عال خال من الحياء والأدب، ويتبادلون النكات السمجة، ويتحدثون عن أخبار مغامراتهم مع بائعات الهوى الرخيصات جدا في تلك الدولة.

هذا الأمر يدفع للتساؤل: هل هذا هو الشباب الذي ستعتمد عليه دولتنا الفتية في بناء مستقبلها؟ وهل هذا هو الشباب الذي ستناط به مسؤولية حماية البلاد ورفعة شأنها؟

ثم أين الرقابة الأسرية على هؤلاء الفتية؟ وهل يعلم ذووهم ما غرض سفرهم؟ وهل يأبهون لاحتمال وقوعهم في الزنى والمحرمات؟).

طريق الدمار:

وانهماك الشباب في الشهوات والمخدرات يجعله صيداً سهلاً لقناصة الفساد في الأرض الذين يقطعون خط الرجعة على هؤلاء الشباب فلا يتوبون إلى ربهم ولا يرجعون عن غيهم، وما أخبار طائفة عبدة الشيطان التي ظهر لها فرع في مصر في فبراير سنة 1997م عنا ببعيدة فهم يقيمون الحفلات الجنسية الصاخبة ويتم توزيع المخدرات لهم مجاناً وذلك لاستقطاب المراهقين وخلال هذه الحفلات يتم تصور الأعضاء الجدد تصويراً سينمائيا وفي أوضاع جنسية شاذة، بعد ذلك يطلب من كل عضو الدخول في غرفة خاصة لتوقيع عقد مع الشيطان فإذا رفض استخدمت تلك الصور كأداة تهديد ضده، وقد اجتاح الغضب والسخط المصريين بعد أن كشفت أجهزة الأمن المصرية النقاب عن جماعة كافرة أطلقت على نفسها اسم (عبدة الشيطان) وتم القبض على 78 رجلاً من أنصار هذه الجماعة، في شهر فبراير من عام 97 وقد أوردت أجهزة الأمن عنهم إنكار وجود الله والدعوة إلى عبادة الشيطان والترويج لتدنيس المقدسات الإسلامية وتمزيق المصاحف وإلى الشذوذ الجنسي فيما بينهم وتعاطي المخدرات وتلطيخ أجسامهم العارية بدماء الضحايا من الأبرياء الذين يذبحون على أيديهم ليشربوا دماءهم وانتهاك حرمات المقابر واستخراج الجثث والتمثيل بها، ومن أبشع ما ذكر بشأنهم قيام شخص بخطف أمه والاعتداء عليها وتقديمها قرباناً للشيطان بعد أن اغتصبها باقي أفراد جماعته عبدة الشيطان بالتناوب.

الوقاية والحصانة:

ومثل هذه التصرفات والسلوكيات التي تجرف الشباب في تيارها، وتضعف مقاومته أمام الأعداء، وتجعله مشلول الإرادة، مسلوب العزيمة، لا يصبر في بأساء، ولا يثبت عند اللقاء، مثل هذه الأحداث تفرض على المجتمع بأسره التصدي لها بالتربية الإسلامية الصحيحة، والرقابة الأسرية القويمة، والتوجيه السديد والاقتراب من الشباب في غير عنف ومناقشة مشاكله من غير عتب ولا لوم ولا ذم ولا تسفيه ولا تحقير، ولقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام أحمد بسند جيد عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن غلاماً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أتأذن لي في الزنى؟ فصاح الناس به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “قرّبوه، أُدْنُ” فدنا حتى جلس بين يديه، فقال عليه السلام: أتحبه لأمك؟ قال: لا، جعلني الله فداك، قال: كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لابنتك؟ قال: لا، جعلني الله فداك، قال: فكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، أتحبه لأختك؟ قال: لا، جعلني الله فداك، قال: فكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم.

وزاد الراوي ابن عوف حتى ذكر العمة والخالة، وهو يقول في كل واحدة: لا، جعلني الله فداك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقولك: “كذلك الناس لا يحبونه..”

ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال: “اللهم طهر قلبه، واغفر ذنبه، وحصن فرجه”، فلم يكن شيء أبغض عليه من الزنى!!

وقد سد الدين كل ثغرة يمكن أن ينفذ منها شيطان الشهوة، فمنع الخلوة إلا بين الحارم، وأمر بغض البصر، ونادى في الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء..وحث الشباب على مراقبة الله فقال صلى الله عليه وسلم: “إن الله ليعجب من الشاب الذي ليست له صبوة” وجعل الطاعة لله ورسوله درعاً واقية من سهام الشهوات، فقال في حديث السبعة الذين يظلهم الله فيه ظلم: وشاب نشأ في عبادة الله. ومعالم المنهج التربوي الإسلامي الحافظ للشباب كثيرة تشمل الجانب الروحي والجانب الأخلاقي والجانب الفكري الثقافي وكلها تعتمد على ما في القلب من عميق الإيمان الذي يمنع المؤمن من السقوط في الرذيلة فيفعل كما فعل يوسف الصديق حين قال: “رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه” ويفعل كما فعل مرثد بن أبي مرثد الغنوي حين امتنع عن الحرام، مدركا أنه يعرض نفسه لخطر القتل.

فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رجل يقال له مرثد بن أبي مرثد الغنوي وكان رجلاً يحمل الأساري من مكة حتى يأتي بهم المدينة، قال وكانت امرأة بغي بمكة يقال لها عناق وكانت صديقة له في الجاهلية، وأنه واعد رجلا من أساري مكة يحمله. قال: فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة. قال: فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلي تحت الحائط. فلما انتهت إلي، عرفتني فقالت: مرثد؟ فقلت: مرثد. فقالت: مرحبا وأهلا هلم فبت عندنا الليلة. قال: فقلت: يا عناق حرم الله الزنا، فقالت: يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم. قال: فتبعني ثمانية ودخلت الحديقة فانتهيت إلى غار، أو كهف، فدخلت فيه، فجاؤوا حتى قاموا على رأسي فبالوا فظل بولهم على رأسي فأعماهم الله عني، ثم رجعوا فرجعت إلى صاحبي فحملته وكان رجلاً ثقيلاً حتى انتهيت إلى الإذخر، ففككت عنه أحبله، فجعلت أحمله ويعينني حتى أتيت به المدينة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله: “أنكح عناقا؟ أنكح عناقا” -مرتين- فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد علي شيئا، حتى نزلت “الزاني لا ينكح إلا زانية..” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا مرثد، الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة فلا تنكحها” رواه الترمذي وأبو داود والنسائي.

ويعلق الأستاذ يحيى العقيلي في كتابه العفة ومنهج الاستعفاف على ذلك بقوله:

فهو على الرغم من الشدة والمحنة التي لحقت به .. وعلى الرغم من حبه لتلك المرأة بدليل أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنكاحها..وعلى الرغم من أنها هي التي دعته وكان بإمكانه أن ينجو بنفسه ويستتر عن القوم عندها إلا أنه قالها بكل صراحة: “يا عناق حرم الله الزنى” ولم يرض حتى باللجوء لبيتها، بل قطع دابر الفتنة والشبهة وقالها لها قولة المؤمن العفيف.

هذه بعض جوانب تربوية إسلامية لم نقصد إلى إحصائها لأنها كثيرة، وإنما أردنا أن نقول: إن جوانب التربية الإسلامية مع وجود الرقابة الأسرية الفعالة، وسد الثغرات التي تأتي منها المفاسد، ودرء هذه المفاسد عن الناس قبل وقوعها وانتشارها، إن هذا كفيل أن يوجد نوعا من الحصانة ضد الانحرافات والشهوات التي تقصم كاهل الشباب الذين هم نصف المجتمع في حاضره وهم كل مستقبله..فإلى متى يكون التراخي في إهمال الثروة البشرية التي لا تعوض؟