بقلم الشيخ / د. جاسم بن محمد بن مهلهل الياسين

 

مع ارتفاع حرارة الصيف ووسط حياة يومية لا تخلو من الضغوط النفسية والعصبية يمكنك أن تصبح أكثر هدوءاً واطمئناناً عبر تخلقك بجملة من الآداب والسلوكيات التي زخر بها الإسلام ودعا إليها وحينذاك سوف تصبح صافي الذهن وهادىء البال مقدراً كل شئ بمقدوره ، قال تعالي { وكل شئ عنده بمقدار } وسوف يترتب على ذلك ترفعك عن الانسياق وراء الصغائر وتوافه الأمور ، ومن ثم سوف تكون في كامل قواك العقلية ، وقادراً على اتخاذ القرارات السليمة في الأوقات المناسبة .

          فالمسلم ينبغي أن يكون من الفراسة والذكاء والفطنة { المسلم كيّس فطن } حيث يحول دائماً الشدائد والمواقف الصعبة التي يمر بها إلى مواقف لصالحه يتعلم من خلالها كيف يكظم غيظه ويتدرج في ذلك حتى يصل إلى درجة الإحسان { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } كما يتعلم فنون الصبر على أذى الآخرين { المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم } .

          وعليك أخي المسلم بتدريب نفسك على سلوكيات الإسلام وآدابه القيمة

لا تلتفت إلى الأحداث الطارئة في يومك ودرب نفسك على فن الصبر وضبط النفس .

والممتعة اقتداءاً بأساتذتك من الأنبياء والصحابة والتابعين ، فقد كانوا حقاً جامعة شاملة تخرج فيها متخصصون عظام في جميع المجالات المعرفية والعلمية ، فقد حرصت هذه الجامعة الإسلامية على تكوين شخصية المسلم وصياغتها روحياً ونفسياً وبدنياً واجتماعياً ، من خلال روشتة صحية تعالج التوترات التي يتعرض لها المسلم يومياً لتفرز شخصية مسلمة سوية .

          هذه الشخصية المسلمة السوية لن تتشكل إلا من خلال الدربة والممارسة على استلهام كنوز ولآلئ الإسلام وضوابط السلوك ومناهجه الراشدة .

لا تغضب لنفسك

لم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد غضب لنفسه قط ، فكان الأعرابي يشد رداءه فيؤثر على جسده الشريف وكان الكفار يضعون سلا الجزور على ظهره الطاهر ويسبونه صلى الله عليه وسلم بقولهم { يا بني عبد المطلب إنكم قوم مطل } ومع ذلك لم يثأر ولم يقتص لنفسه بل كان يحنو على أعدائه ويتسامح معهم ويمنع الصحابة من التعرض لهم .. هكذا تجسدت القدوة الحسنة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم فكان خير من أفاد البشرية في كل جوانبها .

          أما نحن اليوم فقد ضعف هذا النهج القويم فينا ومع هذا لا يزال الخيار بأيدينا فإما أن نعيش في قلق ومعارك يومية طاحنة وشجارات مستمرة تستنزف الجهد والوقت وإما أن نؤثر الارتياح والسكينة من خلال قراءة متأنية لفقه الواقع ومجريات الأحداث وإدراك المشكلة لوضعها في حيزها الطبيعي والقفز عليها إلى ما هو إيجابي ونافع ، فلو افترضنا أن شخصاً ما قطع عليك الطريق بسيارته فأنت مخير بين أمرين :-

1 – عدم الاهتمام بالأمر وكأنه لم يحدث وهذا هو الأفضل  .

2 – الالتفات إلى الحدث والعيش معه وإقناع النفس أن هناك ما يستدعي الغضب وقد تترتب على ذلك مواجهة مع صاحب السيارة وهذا من شأنه أن يعيش في قلق واضطراب بدلاً من نسيان المشكلة والالتفات إلى ما هو أهم .

وهنا نقول إنه من المستحيل أن تشعر بالسكينة عندما تكون رأسك مليئة بالقلق

استقبل يومك بأمل وبشر وتفاؤل وابدأه البداية الصحيحة واقطع دابر اليأس والقنوط .

والضيق ، إذ أن حياتك في هذه الحالة سوف تصير محبطة للغاية ، فدرب نفسك على فنون الصبر والتصبر فقد أمر الله في آيات كثيرة بالصبر { استعينوا بالصبر والصلاة } { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا } { واصبر وما صبرك إلا بالله } فكلما زاد صبرك زاد تفهمك للأمور من حولك خاصة أن الصبر أمر مهم للحصول على طمأنينة القلب واستقرار النفس ، فإذا تأخرت مثلاً عن موعد ما بسبب زحام المرور ، يمكنك أن تفكر في اللحظة الحاضرة قبل أن تشتت تفكيرك وتفقد السيطرة على أعصابك ولتقل لنفسك إن الحياة مدرسة للتمرس على تعلم الصبر وأن هذا الحادث قد وقع أمامي من أجل أن أتعلم ضبط النفس ، وهذا أمر يحتاج إلى عزيمة قوية وهمة عالية ورباطة جأش ، فالصبر وضبط النفس وتحكيم العقل من الصفات التي تولد النجاح وتجعلك تفكر برؤية وتريث وتعيش لحظتك الحاضرة وبهذا يمكن أن تلقن الآخرين دروساً عملية في تغليب العقل على العاطفة ، ولينظر المسلم ويتأمل في حال الذين يقدمون على الانتحار ولذي يعرف بأنه موت ثم نار ، هذه الجريمة المنكرة لا تقع إلا بعد نفاد الصبر وتأجج نار الغضب والنظر لجميع الأمور على أنها مسألة حياة أو موت .

                                     

فكر بأمل لا بخوف

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يسمع كل صباح ( يا نجيح ) ويستبشر بالإسم الحسن  لأن العيش بتخوف وذعر يستهلك قدراً ضخماً من الطاقة ومن ثم يستنفد المسلم القدرة على الإبداع والقوة الدافعة لصناعة الحياة ، والمسلم يستطيع أن يسمع كل يوم (يا نجيح ) ويستبشر خيراً بذكر الله وتسبيحه وحمده { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا } فحارب القلق والخوف في نفسك قال تعالى { ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } ، إذن لا بد من تنمية الطاقة ومضاعفة الجهود عبر بعث الأمل في النفوس وقطع دابر اليأس والقنوط ، وعندئذ لا يمكن للمسلم أن يعيش في اضطراب داخلي ، إذ سوف يعيش يومه وحاضره بعيداً عن الوقوف على أخطاء الحاضر والخوف من المستقبل المجهول ، فساعات الإنسان واحدة بعضها مضى وانتهى وهي في علم الله إن كانت خيراً أو شراً ، وساعة ستأتي لا نعرف كيف ستكون ؟ فلا يحمل همها وساعة هو يعيش فيها فليجعلها ساعة للعمل الصالح ، ويأمل بعد ذلك خيراً إن كان يريد لنفسه استقراراً وسكينة ،وعليه أن يحيل كل ما يؤدي إلى القلق إلى شئ يعلمه الطمأنينة .

تعلم الرحمة بالآخرين

الرحمة خلق إسلامي رفيع قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم { إن الرفق لا يكون في شئ إلا زانه ولا ينزع عن شئ إلا شانه } هذا الخلق يبعث على العيش مع الآخرين في تراحم وتودد من خلال مشاركتهم أحزانهم والشعور بآلامهم ، حيث تتحرك الشفقة في قلبه ، فيضع نفسه مكان الإنسان المتألم فتتفاعل عاطفته وتجيش في صدره فينطلق دون تردد إلى مواساة هذا المنكوب أو إغاثة الملهوف بحب ورحمة من غير كبر ولا منة ، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه ويقول { ما نزعت الرحمة إلا من شقي } حتى إنه صلى الله عليه وسلم تعامل مع الحيوانات برحمة ورأفة غير مسبوقين .

        إذ روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي بطريق اشتد

تراحم مع الآخرين من غير كبر ولا منة وتخلى عن حب الظهور وأنانية النفس .

عليه العطش فوجد بئراً فنزل فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي ، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه فسقى الكلب فشكر الله فغفر له ، فقالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجراً ، قال نعم في كل ذات كبد رطبة أجر ، وقال صلى الله عليه وسلم : { دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض } ، إذا كانت هذه أدبيات الإسلام في التعامل مع الحيوانات فما بالنا ببني البشر .

          إن الشعور بالآخرين يبعث في نفس الإنسان حالة من الرضا والسكينة والاطمئنان الداخلي ، ولذلك قيل { من عاش لنفسه عاش مرتاحاً ولكن عاش صغيراً ومات صغيراً ومن عاش لغيره عاش متعباً ولكن عاش كبيراً ومات كبيراً } والرسول صلى الله عليه وسلم يقول  { الراحمون يرحمهم الله ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء } .

          وهناك أيضاً رحمة ينبغي أن يمارسها الإنسان مع نفسه … { وإن لنفسك عليك حقا }  فلا يمكن للإنسان أن ينجز كل شئ وضعه على أجندة أعماله لأنه بمجرد أن ينجز بعضها تظهر أخرى ، ومن أراد أن تهدأ نفسه عليه أن يدرك أن يومه المشحون بالأعمال يعني أن لوقته قيمة عظيمة ، وأنه عضو نافع للمجتمع

أما من تعامل مع المهام الموكلة إليه على أنها مجرد واجبات يجب إنجازها كلها في إطار الأمور الطارئة وعلى أي نحو … فهذا النوع سوف يعيش في قلق دائم .

تخلص من أنانية النفس وحب الظهور

          حتى تؤتى أعمالك الصالحة ثمارها اجتهد أن تخفي عملك ، فهو من الصدقات والأصل فيها الإخفاء حتى لا تعلم يمنيك ماذا أنفقت يسارك ما لم تكن في الإعلان مصلحة عامة للمسلمين وبهذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله { رجل تصدق بيمينه فأخفاها حتى لا تعلم شماله } هذا السلوك النبيل سيجعلك تتخلص من أنانية النفس وحب الظهور والمباهاة أمام الغير ، وهذا مرض يقع فيه كثير من الناس ولكن بنسب متفاوتة ، ومن لوازم تحقيق السعادة للنفس أن تتخلى عن حقك في المدح والثناء من الآخرين ، وإذا تحدث أحد عن بعض سلوكياته الخيرة ، فامتدح ذلك لا تقل وأنا كذلك ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍، بل أنكر ذاتك فكل طاعة يسرها الإنسان في نفسه سيأتي اليوم التي يبرزها الله عز وجل ، ناهيك أن إخفائها سيبدلك داخلياً براحة وطمأنينة كبيرتين .   

نعيب زماننا والعيب فينا

        لا يوجد أحد كامل ومنزه عن كل نقص إلا الله سبحانه وتعالى فهو جل وعلا له الكمال المطلق وليس كمثله شئ ومن ثم إن أي إنسان على وجه الأرض لا بد أن عيباً  يعتريه ، وميزة ما تنقصه وخلقا ما به من خلل ، فلا ينبغي للمسلم أن ينشغل بعيوب الآخرين عن عيوب نفسه ويحملهم الأخطاء والتجاوزات والأوزار إذ أن الكثيرين حين لا يجدون ما يوافق توقعاتهم يسارعون إلى توجيه اللوم للآخرين وتعليق الخطأ عليهم وهذه ظاهرة غير صحية تكرس التوتر والمرض النفسي وتعمل على استمرار حالة الغضب والتوتر والشعور بالإحباط  وبالتالي سوف نعجز عن السيطرة على حياتنا .  

وكان الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول :

          نعيب زماننا والعيب فينا             وما لزماننا عيب سوانا

          إذن كل مسلم يجب أن يبدأ بنفسه ويبادر إلى إصلاحها ويستعيد شعوره بقدرته الشخصية ، فدائماً البدء بالنفس ثم اتساع دائرة الإصلاح لتشمل الآخرين هو المنطق الأمثل في التفكير لقوله تعالى { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } .

          وليس من أخلاق المسلم أن يكون كثير النقد إلى حد كشف معايب ومآخذ

حتى يكون رأيك رشيداً وتنال حب واحترام الآخرين لا تقاطع محدثك ولا تسفه رأيه ولا تتعرض لشخصه .

الآخرين وجلد ذواتهم وبالتالي تنخفض رقة قلبه وتقل دماثة خلقه ويكثر أعداؤه وينصرف عن مساوئ نفسه ومجاهدتها وأداء واجباته .

كلامك صحيح ولكن

ينبغي على المسلم ألا يتعود تسفيه الآخرين مهما كانت أراؤهم خاطئة لأن هذا الموقف السلبي من الآخر لن يديم الحوار والنقاش الهادئ البناء لذا يمكن أن يكون الاعتراض مسبوقاً بكلمات توحى بأن هناك قواسم واهتمامات مشتركة في الحديث مثل قولك أنت على حق في كذا وكذا ولكن ‍! كلامك صحيح ولكن هناك بعض الإيضاحات  وهذا الحوار من شأنه أن يلطف الأجواء ويضفي نوعاً من التقارب والحب أثناء المناقشة ويقلل من حماس الآخر في الدفاع عن رأيه ، كما أن هذا الأسلوب يجعلك أن تقدم رأيك دون انفعال أو ضغوط نفسية .

        ومن ثم سوف يتسم الرأي بالرشادة وقد يجد قبولاً لدى الآخر ، فمن شروط سلامة الرأي انطلاقه في جو تسوده السكينة ويحفه الأمن وتعلوه راية الأخوة والمودة وخلاف ذلك جو التشاحن والانفعال واعجاب كل ذي رأي برأيه والله تعالى يقول { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } ولتضع في ذهنك أثناء الحوار أنك لا ينبغي أن تكسب موقفاً بقدر ما تسمو نفسك إلى أن تكسب شخصاً .

          أقول ذلك لأن النفس غالباً ما تجنح نحو كراهية تصحيح الغير لمسيرتها ومصادرة آرائها بأسلوب مباشر فهي تحتاج دائما إلى من يظهرها أنها على حق ، وهؤلاء الذين يعملون الأسلوب الهادئ في الحوار ينالون الحب والاحترام من خصومهم .

          وليس معنى ذلك أن يضحى المسلم بمعتقداته الراسخة وثوابته التي لا تقبل التنازل أو المفاصلة وإنما الهدف أن يقيم تواصلاً مع الآخرين عبر منحهم الزهو والفخر بأنفسهم وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ينزل الناس منازلهم إذ يقول في حديث ما معناه { من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن } .

          ومن أدبيات الإسلام الإنصات الجيد إلى المتحدث وعدم مقاطعته أثناء كلامه ، وحينما تأتي فرصة تعليقك أو الرد سوف تجد نفسك أكثر طمأنينة وأكثر ارتياحاً وسوف تجد قبولاً لدى الآخرين الأمر الذي يجعلهم يبادلونك الأسلوب نفسه في الإنصات إليك بكل اهتمام ودون مقاطعة فلا يجب أن يتحول الحديث مع الآخرين على أنه سباق وكأن الهدف ألا تكون هناك فواصل زمنية بين نهاية حديثه وبداية حديثك .

          أضف إلى ذلك ضرورة بث الحماس والتشجيع في محدثك إن عمل عملاً طيباً يستحق ذلك ، فلا ينبغي أن نبخل عليه بكلمات التقدير والتشجيع ، فلو أنها استخدمت فإنها تختزن في ذاكرته وتتجاوب أصداؤها في صدره على مر السنين نغماً حلواً لا ينسى ، ويمكن أن تأتي بمردود إيجابي يجعله يتعاطف مع فكرته بل وقد يتحول ويؤيدها .

خيرهم الذي يبدأ بالسلام

أخذ زمام المبادرة في حد ذاته مثال للفضائل الحميدة خاصة إذا كانت في مجال الخير ، إذ حث الإسلام على عدم التقاعس والاستكانة ، ويزداد هذا المبدأ أهمية وفاعلية إذا كان في مجال إصلاح ذات البين { فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } أو إلقاء التحية { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } أو إظهار الحب والمشاعر الطيبة  .

هذه قيم إسلامية تعمق الصداقات الحميمة وتكسبك صداقات جديدة ، فعندما يبادر المسلم ويلقي السلام على من هجره لا بد أن ذلك فوز لكل من الطرفين ، يقول الرسول صلى الله عليم وسلم { لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهم الذي يبدأ بالسلام } فكونك على حق ليس أهم من أن تكون سعيداً ولكي تكون سعيداً فعليك أن تتسامح وتبدأ بالحديث إلى من قطعك .

هذا التنازل من أجل تحقيق السعادة سوف يكسبك فضائل التسامح والمبادرة والمسالمة وود الآخرين وسوف يجعلك صافي القلب ولعلنا نذكر هذا الرجل الذي بشر بالجنة لأنه كان يبيت وليس في قلبه غلاً أو حقداً لأحد .

ولتضع في ذهنك على أسوأ الفروض أنه إن لم يستجب لك الآخرون فيكفي أنك تشعر بالرضا لأنك حاولت أن تخلق جواً مليئاً بالحب والتسامح .

فلا تستنفد طاقتك في أن تنشغل بهجران هذا وخصام ذاك ، حتى تتجنب المؤامرات التي يحيكها ضدك وبالتالي لا تكون مضطراً لاعداد نفسك لإثارة دفوعك ، وتمثل مقولات النبي صلى الله عليه وسلم { لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم … أفشو السلام بينكم } ، وفي رواية أخرى { يا أيها الناس أفشو السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام صلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام } .

وهناك أفكار كثيرة يمكن عن طريقها استرداد علاقتك بالآخرين أو تعميق صلتك

استرد علاقتك بمن هجرتهم وعمق صلتك بمن تعرفهم تنعم بالسعادة والسلام الداخلي .

بهم كأن تضع في برنامجك اليومي الاتصال بأحد الأصدقاء للتعرف على أحواله وظروفه ، أو أحد الأطباء أو أي شخص قدم لك معروفا ما للتعبير عن امتنانك وتوجيه الشكر له ، هذا الأسلوب سوف يجلب عليك الإحساس بالامتنان تجاه آلاء الله ونعمه ({ وأما بنعمة ربك فحدث }  .

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص ـ رضى الله عنه ـ أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف } فإلقاء السلام يخلق تواصلاً ويشيع جواً من المحبة والألفة والود وابتسم في وجه كل من تلقاه { تبسمك في وجه أخيك صدقة } فالتكشير والعبوس وتجاهل إلقاء التحية على الآخرين أو عدم ردها عليهم لن يشعرك بالسلام الداخلي ، جرب هذا الأسلوب الودود ، فهو سوف يحدث تغيرات طيبة على شخصيتك ، وسوف يتقرب منك هؤلاء في لطف وامتنان .

               

الحياة دار كبد ومشقة

  يقول الله تعالى { ولقد خلقنا الإنسان في كبد } إن الحياة دار للنصب والتعب وبذل الجهد وليست مثالية ولا بد من إدراك هذا المعنى لأن الاعتقاد بأنها مثالية سوف يجعلك تنفق وقتك وتضييعه هدراً في الشكوى من المظالم والتحسر على ما أصاب النفس من أذى ، وهذا المفهوم غير المثالي لا يدعونا إلى الكسل والإهمال وإنما يحتاج إلى تفجير الطاقات وبذل القدرات وإظهار ملكات الإبداع من أجل التغيير نحو الأفضل ، فلكي تكون سعيداً أخي المسلم في هذه الدنيا فعليك أن تفسر دائماً الظواهر تفسيراً إيجابياً يشعرك بالسكينة والراحة ، فإذا كانت الحياة دار عمل وسعي ودأب إلا أنه أحياناً يتعرض الإنسان لنوع من الملل بين الحين والآخر ، هذا الملل رغم أنه صفة سلبية إلا أن تحويله إلى نوع من الاسترخاء وإعطاء التفكير إجازة لبعض الوقت يجعلك تعود إلى الحياة مرة ثانية وأنت أكثر قدرة على الإبداع والخلق والابتكار ، فهذا النوع من الاسترخاء يخلصك من قدر هائل من الضغوط التي تتعرض لها يومياً .

ومعترك الحياة نفسه قد يصيب المسلم بالتوتر بسبب الضغوط المختلفة أيضاً ، لكن كل توتر تتعرض له ينبغي أن تتحمله اعتقاداً منك أن ذلك في مقدورك لأن ثقتك في قدرتك على التحمل تخفف منه ، وحين تزداد حدة التوتر وتشعر بالامتعاض والضيق يمكنك أن تروح عن نفسك وتسلي عنها بما هو مشروع أو أن تعود بالذاكرة إلى الوراء وتتذكر شيئاً حسناً الأمر الذي قد يساعدك على تجاوز المشكلة والشعور بالسلام الداخلي وتعود إلى صفائك الذهني وهدوئك القلبي لتؤدي واجباتك الحياتية بأداء جيد ومستوى أفضل ، فالحياة ليست حالة طوارئ متواصلة .

الفهم أولاً

لا بد من أن ندرك ونفهم أن الذين نتعامل معهم لا يمكن أن يكونوا على الحال التي نريدها أو يتصرفون بالطريق التي نرغبها لاختلاف الذوات والظروف الفردية  التي حبانا الله سبحانه وتعالى بها ، ولكي تعيش حياة مفعمة بالسكينة ، خالية من التوتر ديدنها الطمأنينة لا تنساق وراء توافه الأمور والأشياء الصغيرة التي يمكن أن تستفزك ، وعجباً لهؤلاء الذين يتطاحنون في الدنيا بسبب التكالب والتصارع من أجل مكاسب دينوية رخيصة وفانية .

فالفهم وإدراك طبيعة المشكلة أصل مهم من أصول التواصل الفعال مع الآخرين ولذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم بذل في المجتمع المكي سنوات حاول فيها فهم تركيبة هذا المجتمع وإدراك قدرات كل صحابي لتحديد الأدوار التي يمكن أن يقوموا بها ، وحين وجد أن هذا المجتمع لم يعد خصباً للدعوة إلى الله على الأقل على المدى المنظور هاجر إلى المدينة ، فكانت الفتوحات العظيمة ، إذن التفكير الواعي والمدرك وفهم طبيعة الأشياء ، وفقه الواقع يجعلك تعيش حياتك دون توتر أو قلق ، فإذا تعرضت للأذى من الآخرين كالأطفال مثلاً فعليك أن تتخيل ملامح وبراءة عيني الطفل الصغيرتين وأن ما يقومون به من محاولة جذب انتباهك أو لفت نظرك ليس الهدف منه تعطيلك عن القيام بأعبائك وإنما هو الحب الذي يكنه هذا الطفل لك ، ومن ثم فهو يحتاج إلى توجيه وحكمة في التعامل .

أما الطاعنون في السن فعليك أن تتفهم ظروفهم ودوافعهم وأن تعاملهم كما لو كانوا أطفالاً حيث البر بهم وتقديم الرعاية لهم ، فكلما يتقدم العمر بالإنسان تضعف قواه العقلية ويحتاج إلى معاملة خاصة ولهذا يستحسن أن تدخل لكل إنسان من زاوية اهتماماته وتعلم كيف يمكنك توظيفه بعد إنضاج هذه الاهتمامات ، حاول وسوف تحصد ثمارا طيبة ، المهم لا تكن صدامياً واجعل شعارك الفهم أولاً .

والمثال الصارخ في حياتنا الذي يدعوك إلى اعتناق مبدأ الفهم أولاً هو كثرة حالات

فسر ما يحدث حولك إيجابياً وحينما تواجهك مشكلة سارع إلى الاسترخاء وسوف تعود وأنت أكثر قدرة على الإبداع والخلق والابتكار .

الطلاق ، فنسبة كبيرة من الزيجات تنتهي بأبغض الحلال إلى الله بسبب عدم التفاهم وعدم القدرة على الوصول إلى أرضية مشتركة ، فلو حسنت النوايا وساد التفاهم في ظل الحب وتسابق كل زوج في إسعاد الآخر عبر فهم طبيعته وتركيبته لتغير الحال وصارت الحياة بعيداً عن الكدر ولتحقق السكن والدفء الزوجي { هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } ، إذن لا بد من فهم أن المرأة تفكر بعاطفتها لا بعقلها كما أنها تمر بأغيار شهرية تجعلها شديدة العصبية ، وكذلك لو تفهمت المرأة قول الرسول { لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها } وقتئذ لن تكون هناك مشكلة وسوف يسود السلام الداخلي في النفوس ، ويذكر أن زوجين قضيا العشر سنوات الأولى من زواجهما في حالة من الإحباط والخلاف ، وقد ضاع أي تفكير عقلاني بينهما في غمرة هذا الخلاف ، وموطن الخلاف أن الزوجة كانت اقتصادية بينما الزوج كان مسرفاً ، فلم تكن تدري الزوجة السر وراء كونه مسرفاً وكذلك الزوج لم يكن يعرف سبب إمساك الزوجة ، أي لم يتفهم كل منهما وجهة نظر الآخر لكن حينما تفاهما وعرف الزوج أن الزوجة كانت تدخر حتى تتجنب الكارثة المادية التي أصابت أبويها وهي في الواقع تخشى من خطر الإفلاس كما كان الزوج خجولاً من عجزه عن الاعتناء بها كما كان الحال مع أبويها وكان يرغب في أن يفتخر به ومع تعلم كلاهما تفهم الآخر ، تحول شعور كل منهما تجاه الآخر من الكراهية إلى الحب وساد حياتهم توازن جيد بين ما ينفقون وما يدخرون .  

المسلم سفينة عطاء بلا حدود

المسلم في هذه الدنيا يجب أن يكون سفينة خير ، عطاؤه بلا حدود ، يترك آثاره الصالحة أينما حل ، فما أعظم العطاء دون مقابل وما أحسن أن يكون ذلك بين الإنسان ونفسه ، فجرب أن تهدي أحد أصدقائك هدية ولو متواضعة { تهادوا تحابوا } وجرب أن تنفق جزءاً من مالك في مجالات الخير { ما نقص مال من صدقة } فقد يعاني أحد أصدقائك أو جيرانك من أزمة مالية خانقة ، تخيل لو أنك أرسلت له قدراً من المال ليتجاوز به أزمته فما مردود ذلك ؟ كيف سيكون شعوره حقاً ؟ إن تقديم الخير والعون للمحتاجين والملهوفين يعمل في النفوس مفعول السحر ويعود على المجتمع بردود فعل إيجابية عظيمة الأثر في تماسكه وترابطه وتضامنه وتكافله ، وتصور لو أنك كفلت يتيماً يقول النبي صلى الله عليه وسلم { أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى } إن هذا الأمر حقاً سوف يدخل عليك السعادة ويجعلك تشعر بالرضا ، فالمسلم ينبغي أن يشعر بالاستمتاع وهو يتبرع بقدر من ماله في مجالات الخير وما أكثرها .

والصحف تتحدث هذه الأيام عن بيل غيتس الملياردير الأمريكي مالك شركة (مايكروسوفت ) لبرامج الكمبيوتر والتي تربو ثروته على المائة مليار دولار ، تتحدث عن تبرعاته للجمعيات الخيرية في أمريكا والتي قدرت بالمليارات فضلاً عن عزمه التبرع بمبالغ كبيرة من أجل تخليص العالم من الأمراض الخطيرة مثل الملاريا والإيدز ، إنه من الأحرى بأثرياء المسلمين وما أكثرهم أن يتقدموا الصفوف في مجال العطاء والإنفاق  .

تجنب أفكارك السلبية

يقال إن الإنسان تداخله آلاف الأفكار يومياً ، هذه الأفكار بعضها إيجابي والآخر سلبي وقد تكون الغلبة للأفكار السلبية مثل الغضب والانهزامية والخوف والتشاؤم وغيرها ، ولكي يعيش الإنسان حياته في سلام داخلي وأمن نفسي وسكينة لا بد من أن يتدرب على كيفية مواجهة الأفكار السلبية والعمل على نبذها إما من خلال تفهمها ودراستها وإيجاد حلول لها على أن تنحاز إلى الحل الذي يكفل لك الاستقرار النفسي والصفاء الذهني ، وإما من خلال تجاهلها وإعطائها حيزا أقل من الاكتراث والأهمية ، والبعض يرى أن التجاهل من أفضل الأساليب في التعامل مع هذه الظواهر السلبية لأنك لو وضعت في ذهنك أن مثل هذه الأفكار متوقعة وإيقاع الحياة وتفاعلاتها تفرزها باستمرار فإنك لن تحتاج إلى جهد كبير في نسيانها والتغلب عليها ، والعودة إلى سابق عهدك من الهدوء والراحة .

فقد تشعر بنوع من الضيق لكون أبويك لم يكونا من الأغنياء وبالتالي لم ترث عنهما

الفهم أساس كل شيء والتواصل مع الآخرين يقتضي تفهم طبائعهم وإدارك دوافعهم 

أموالاً وعقارات ، هذا الشعور سوف يولد لديك نوعا من عدم الاستقرار النفسي وقد تحتل هذه الفكرة حيزاً كبيراً من التفكير والمبالاة وقد ينتج عنها حسدك للآخرين وقد يتطور الأمر لدى البعض إلى السطو على أموال الغير ومن ثم سوف يقودك هذا التفكير إلى المهالك ، لكن إذ أردت أن تتخلص من عواقب هذا التفكير فلتتذكر قول الشاعر :

          ولست أرى السعادة جمع مال              ولكن التقي هو السعيد

          وتقوى الله خير الزاد ذخراً                 وعند الله للأتقى مزيد

ومن وسائل التخلص من الأفكار السلبية أن تسأل نفسك عن أهم وأولى الأعمال التي ينبغي أن تقوم بها يومياً حتى توجه إليها طاقتك وهذه طريقة معينة لتجنب التفكير فيما هو سلبي لأن ذلك قد يعيقك عن اتخاذ القرارات الواعية السليمة وقد يحول دون أداء واجبك .

لا بد أن تؤمن أن عدم السعادة دائماً تقترن بالأفكار السلبية وليس بالحياة في مجملها ولذلك عليك أن تفكر دائماً في إحالة الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية وحاول أن تغمر حياتك بالحب والأفكار الباعثة على ذلك ووقتها سوف تجد نفسك مصدراً مشعاً بالحب ويمكن أن تصبح قدوة للآخرين .

تعامل مع مجريات الأحداث بحكمة

العالم من حولنا يموج بالكثير من الأحداث على مستوى كل الدوائر التي ينتمي إليها الإنسان سواء في عمله أو منزله أو مصنعه أو متجره ، من بين هذه الأحداث ما هو جدير بالاهتمام والعناية وما هو هامشي ، وإذا كان هدف الإنسان أن تأتي كل الأمور لصالحه ، فإن أي خلل في تعاملاته سوف يصيبه بالتعاسة والإحباط .

لذا لا بد أن نؤمن بأن الحياة وما تجري فيها من أحداث نادراً ما تكون على الحال الذي نريد وأن من حولنا لا يمكن أن يتصرفوا بالطريقة التي نحبذها ونرغبها ، ولن تكون كل الطرق معبدة وسهلة ويسيرة أمام كل ما تستهويه أنفسنا ، فإذا ما ناضل الإنسان في كل هذه المعتركات فإنه سوف يقضي حياته جميعها في مشاكل لا حصر لها .

أما إذا استطاع أن يميز بين الأهم والمهم واختار بحكمة ووعي وإدراك الحدث الذي

اغمر حياتك بالحب والأفكار الباعثة على ذلك تجد نفسك مصدراً له وقدوة للآخرين .

يستحق أن يوليه اهتماماً فإن ذلك قد يبعده عن التوتر نسبياً .

هذه الأحداث اليومية يقضي فيها الناس معارك طاحنة ، يتصارعون ويتنازعون ويتسابقون في جو مشحون بالتوتر من دون أي تقدير لعواقب الأمور ، والمضار التي يمكن أن تعود على النفس البشرية من جراء ذلك ، ومن ثم إذا نظر الإنسان إلى الأمور بمنظور صائب وتمتع بالفطنة والحكمة فسوف يجد الحياة أمامه رائعة وجميلة خاصة أن أمزجة البشر دائمة التقلب ، وبسبب هذه الشدة في التغير قد ينظر الإنسان إلى كل شيء أمامه على أنه مؤامرة تستهدف إفشال حياته وعدم إنجاحها وبالتالي ينعكس داخله الضيق والتوتر ويفقد نظرته الصائبة للأمور

تمثل هذه المعاني وتتبع النتائج
  • ردود الفعال المتأزمة تمنع الحصول على الحلول وتدفع إلى السخط والإحباط .
  • ألق السلام على من تعرف ومن لا تعرف وابتسم في وجه الجميع .
  • تودد إلى الآخرين وتحين المناسبات لتقدم لهم الهدايا .
  • لا تنصح إخوانك على الملأ ، وصن عرضهم ولا تفشي سرهم .
  • انصت إلى محدثك وأظهر التواضع في ردك عليه إن أخطأ .
  • لا تتصيد أخطاء الغير حتى لا تشغلك عيوبهم عن عيوبك .
  • تذكر كل صباح الأمور المهمة في يومك حتى تستطيع ترتيب أولوياتك .
  • أثناء حوارك مع الآخرين حاول أن تكسب شخصاً ولا تكسب موقفاً .
  • لا تجعل دائماً طلب المزيد يؤرقك فلن يتحقق رضاك فالنفس تطمع للمزيد دائماً .
  • إن لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل .
  • لذة في لحظة معصية تنال منها عذاباً أليماً أمد الحياة ، ومشقة في لحظة طاعة تنال منها نعيماً مقيماً أمد الخلود .
  • التعاسة هي الشعور الذي يصاحب الأفكار السلبية عن حياتك .
  • كلما زاد مقدار الحب الذي تمنحه للآخرين زاد المقدار الذي تتلقاه .
  • لا تستصغر الخطأ ولا تصر على الصغيرة فالإصرار عليها كبيرة .
  • كن مرهف الحس ، دقيق الفهم ، سريع البديهة ، واسع الأفق ، بعيد النظر .
  • عش حياة سعيدة واجلب السلام الداخلي إلى نفسك .
  • الارتياح وهدوء النفس طريق العطاء .
  • الحياة سهل وصعب وسهولة ومعاناة .
  • لا تقف عند الحدث وتجاوزه إلى حياة جديدة .
  • ذات الإنسان هي محور التغيير .
  • كل خطب دون الدين هين وسهل .
  • أمور الدنيا لا تستحق منك هذا الغضب .
  • فكر برؤية وتريث ، تأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب .