بقلم الشيخ/ د. جاسم بن محمد بن مهلهل الياسين
الأحزاب السياسية باتت واضحة المعالم والارتباط بالنظم السياسية الحديثة، وتكون الدولة وأسلوب الحكم فيها.
فالنظم السياسية -في معظمها، كما يتراءى ذلك في الواقع- نظم مشكلة من خلال الوجود الحزبي في البلد الذي نشأت فيه، مهما كانت تلك النظم سواء أكانت سلطوية أم تحررية، تأخذ بالتعددية الحزبية أم بالأحادية .. هذا الحضور الحزبي كظاهرة مرتبطة بالنظم السياسية الحديث أعطى للحزب أهمية بالغة داخل كيان الدولة كإطار للعمل السياسية المشارك في وضع مفردات ومكونات النظم السياسية والمعتقدات الفكرية التي ستلتزمها الدولة مع تطور واتساع هذا الحزب أو ذاك.
وقبل الدخول في التعريفات العلمية الحديثة للحزب، نود أن نؤكد بأن القرآن الكريم ذكرت في لفظة حزب سبع مرات في سور متعددة. كما ذكرت في لفظة الأحزاب إحدى عشرة مرة، وأكدت جميع الاستخدامات لكلمتي الحزب والأحزاب على وجود مجموعات متفقة في التوجه والرأي والهدف، مجموعات عقائدية وفكرية وعسكرية، لم يفصل الإسلام فيها كثيرا لجهة الهيكلية الحزبية أو لجهة الأحادية والثنائية والتعددية .. إنما أخذ الموقف الفصل من أصل الفكرة وغايتها وبذلك حدد القرآن الكريم نوعين من الأحزاب لا ثالث لهما: حزب الله وحزب الشيطان، وأعطى المواصفات لكلا الحزبين وأعضائهما وما سيؤولون إليه نتيجة انتمائهم هذا.
حزب الله وحزب الشيطان:
ففي مواصفات أعضاء حزب الله جاء في القرآن الكريم: “ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون” “رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله“ إنه الولاء لله عز وجل، والرضى بتقديره، والتسليم له والتوكل عليه وحده وفي المقابل تأتي مواصفات أعضاء حزب الشيطان في الآيات التالية الجامعة: “استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون“[1]
استحوذ عليهم الشيطان فنتج عن ذلك أن أنساهم ذكر الله، إنها علاقة واضحة بين الخيارين إما الولاء لله تعالى، وإما الوقوع تحت سلطة الشيطان وهذا ما يميز جند الله وحزبه عن جند الشيطان وحزبه “هكذا تنقسم البشرية إلى حزبين اثنين: حزب الله وحزب الشيطان، وإلى رايتين اثنتين: راية الحق وراية الباطل، فإما أن يكون الفرد من حزب الله فهو واقف تحت راية الحق وإما أن يكون من حزب الشيطان فهو واقف تحت راية الباطل”[2] إنه أصل وجذر عميق يقوم عليه هذا الدين بمبادئه وتوجيهاته .. إنه الاتجاه إلى الخالق بالكلية، وعلى هذا تتشكل البشر، قال تعالى: “ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه“[3] ويرمز بها إلى أن الإنسان لا يملك أن يتجه إلى أكثر من أفق واحد، ولا أن يتبع أكثر من منهج واحد، وإلا نافق، واضطربت خطاه، وما دام لا يملك إلا قلبا واحدا، فلا بد أن يتجه إلى إله واحد وأن يتبع نهجا واحدا، وأن يدع ما عداه من مألوفات وتقاليد وأوضاع وعادات[4].
المفهوم العصري للحزبية:
بعدما بينا الموقف القرآني من الأحزاب من حيث المنهج والعقيدة، نعود لنقف عند المفهوم العصري للحزبية الذي ارتبط حديثا بالمؤسسات السياسية، يقول موريس دي فرجيه صاحب كتاب الأحزاب السياسية: “إنه في سنة 1850م لم يكن أي بلد في العالم (باستثناء الولايات المتحدة) يعرف الأحزاب السياسية بالمعنى العصري للكلمة، فقد كان يوجد قديما اختلافات في الآراء ونواد شعبية، وتكتلات فكرية، وكتل برلمانية، إنما لم تكن هذه أحزابا بالمعنى الصحيح[5]“
فالحزب السياسي كما يعرفه أحمد عطية الله هو: “جماعة منظمة من المواطنين متفقة على تنفيذ مبادئ سياسية معينة إذا تولت السلطة، وذلك في حالة نجاح ممثليها في المجالس النيابية، لهذا كانت الأحزاب السياسية هي أركان الأنظمة الديمقراطية بمفهومها التقليدي”[6] وهكذا فإن الفهم الحديث للحزبية بات يؤكد على دوره الانتخابي وأحيانا كثيرة على هدفه في الوصول إلى الهيئة التشريعية ومن خلالها إلى السلطة التنفيذية، وبشكل أو بآخر فإن اتجاه الأحزاب بات اتجاها سلطويا كغاية، ولتحقيق هذه الغاية يمكن أن تنصاع الوسائل.
يعرف فريد ريجز الحزب بأنه أي تنظيم يعين مرشحين للانتخابات لدخول الهيئة التشريعية[7] أما جوزير شيلزنجر فيرى أن الحزب هو التنظيم السياسي الذي يشارك بنشاط وفعالية في التنافس من أجل المناصب الانتخابية[8].
في ظل هذا الفهم للحزب على اعتبار أنه جماعة منظمة أو على اعتبار أنه جماعة طامحة للوصول إلى السلطة فليس من خطر أو سوء في وجود هذه الأحزاب، إنما يتجلى الخطر في محتواها العقائدي، أو خطها السياسي الانتهازي، أو علاقتها المباشرة وارتباطها بقوى استعمارية خارجية، في هذا المجال كان لا بد من إبراز مميزات الأحزاب الإسلامية مقارنة بما عداها من أحزاب أرضية، مميزات من حيث الجوهر والباعث والهدف والوسائل والخطاب السياسي وتشابه من حيث الشكل والهيكلية وطرق العمل.
1- الاشتراك في الحزبية والشكل والاختلاف في الوسائل والمضمون:
إن بنية الأحزاب غالبا ما تتأثر وتختلف من حيث الظرف التاريخي لنشأة الحزب أو لجهة الواقع الجغرافي، وكذلك تتأثر بالواقع الاجتماعي الذي يساهم غالبا في إبراز الظاهرة الحزبية، فنجد ثلاثة أنماط مختلفة بهياكلها وبمؤسساتها، فهنالك نمط الأحزاب البورجوازية التي قامت في القرن التاسع عشر ولا تزال حتى الآن وتتخذ شكل الأحزاب المحافظة والليبيرية، ونشاطها يتركز بكامله على الانتخابات البرلمانية وتعمل على استقطاب وجمع الشخصيات البارزة في المجتمع على المستوى المالي والفكري.
وهناك نمط آخر مختلف تعبر عنه الأحزاب الاشتراكية الغربية “القارة الأوربية” فبنيتها الحزبية تعتد على الإحاطة بأكبر عدد ممكن من الجماهير، وتظهر الشعب والخلايا في تركيبتها الهيكلية وينشط فيها ميدان التثقيف السياسي، وتبرز العقيدة بشكل واضح.
أما النمط الثالث فتمثله الأحزاب الشيوعية والفاشية حيث تتميز بالمركزية القوية ولا يقف الانتماء إلى تلك الأحزاب على الناحية السياسية فقط بل يشكل الانتساب إليها التزاما واسعا وكبيرا للفهم وللسلوك العام والخاص في الحياة.
هذه البنية والهيكلية قد تكون مشتركة بين جميع الأحزاب، ذلك أن البنية التنظيمية غالبا ما تتأثر بالواقع والتاريخ والظروف المناسبة لأفضل تحرك ممكن، حتى أن الحزب الواحد قد يبدل ويعدل في بنيته نتيجة تبدل وتغير الظروف المحيطة به أمنية كانت أم سياسية أم غير ذلك.
من هنا فإنه لا عجب من التشابه الحاصل في الشكل بين الأحزاب الأرضية والأحزاب الإسلامية، إذن إنه تشابه لا يتعدى الشكل والتنظيم الإداري لأنشطة وأعمال الحزب، هذا التشابه الشكلي يقابله اختلاف كبير في الوسائل والمضمون فالحزب الإسلامي مهما تغيرت بنيته وهيكليته فإن مضمونه واحد وإطاره ثابت محدد بالشريعة الإسلامية التي على ضوئها التزم أعضاؤه، فالشريعة هي الأصل وإنما جاء الحزب كوسيلة لإبراز ونفاذ هذه الشريعة فأولى مواصفات الحزب الإسلامي أنه شمولي، بينما نجد هذا المضمون شبه مفقود عند معظم الأحزاب السياسية على امتداد العالم الإسلامي التي جاء في وصفها كجزء من أحزاب العالم الثالث: “إنها أحزاب مشبوهة تختلف بشكل أو بآخر وبدرجات متفاوتة عن المعنى الحقيقي للحزب السياسي، وأنها ثانيا أحزاب مؤقتة قصيرة العمر، وأنها ثلاثة أحزاب ضعيفة هزيلة الأيديولوجية وهشة التنظيم”[9].
أما مضامين الأحزاب غير الإسلامية فنها تتوزع بين أحزاب وجاهية شخصية، وأحزاب انتخابية وأحزاب عنصرية شعوبية وأحزاب وطنية قومية وأحزاب مرتبطة بالخارج فكرا وحركة.
ولا يخفى على أحد بأن الظاهرة الحزبية في المنطقة العربية الإسلامية ارتبطت بالوجود الاستعماري فكانت بمجملها أحزابا معادية للاستعمار، ثم ظهرت طبقات جديدة من الأحزاب متأثرة بالمستعمر فكرا ومضمونا وتقليدا.
وهذا ما دفع الإمام حسن البنا المؤسس للحركة الإسلامية للقول: “إن الحزبية السياسية إن جازت في بعض الظروف في بعض البلدان، فهي لا تجوز فيها كلها” وتابع البنا رأيه بانيا على الواقع بقوله: إن الأحزاب المصرية الحالية أحزاب مصنوعة أكثر منها حقيقة وإن العامل في وجودها شخصي أكثر منه وطني[10].
فالرسالة الحزبية مختلفة تماما بين الأحزاب الأرضية والأحزاب الإسلامية، وكذلك الوسائل الموصلة لإبراز هذه الرسالة فمما لا شك فيه أن الأحزاب السياسية الأرضية تتبنى النزعة الميكيافيللية التي سادت وانتصرت في أوربا وفصلت الأخلاق عن السياسة، وأصبح معها المفهوم السياسي مفهوما براغماتيا مصلحيا انتهازيا يعتمد الغدر والخيانة والفضائح للوصول إلى الهدف وهذا ما تعج به الصحف السياسية الحزبية التي ما فتئت تكيل الاتهامات لبعضها البعض، أما الوسائل في الأحزاب الإسلامية فهي في الأصل نظيفة نظافة الرسالة والمضمون وإن شابها بعض الخلل فغالبا ما يكون محدودا وغريبا عن أدبيات الحركة وهذه الوسائل بلا شك مستلهمة من الإسلام في إطار القاعدة الإسلامية المعروفة “الغاية لا تبرر الوسيلة”.
2- الاشتراك في الشريحة المخاطبة والاختلاف في الخطاب السياسي:
إن مجال العمل الحزبي هو الشعب، وتعمل الأحزاب مجتمعة لكسب ثقة الجمهور، والأحزاب الإسلامية في هذا المضمار تلتقي مع الأحزاب الأرضية، فالشريحة المخاطبة واحدة والمنافسة بين الأحزاب منحصرة في هذه الشريحة والأحزاب الإسلامية تحرص على وحدة الأمة ووحدة الجمهور لكنها ترى لهذه الوحدة مقومات أبرزها الوحدة على دين الله.
وبما أن الشريحة المخاطبة واحدة فإن الأحزاب الإسلامية تتوافق مع جميع الأحزاب في روح الوحدة والصالح العام بالرغم من الخلافات في المرتكزات ووجهات النظر، وذلك من موقع حرصها على وحدة المجتمع وتآلفه والبعد عن التناحر الحزبي الذميم الذي يشتت قوى المجتمع، وهذا فهم خاطئ للحزبية تكلم عنه مؤسس الحركة الإسلامية الإمام حسن البنا في رسائله بقوله “هذا الفهم الخاطئ للحزبية الذي تحول إلى عداوة متأصلة، قد كان من نتائجه أن انصرفت معظم الجهود الفكرية والعملية إلى أمرين استغرقا كل اهتمام رجالنا، وهما الإيقاع بالخصوم الحزبيين واتقاء مكائدهم فالحاكم يصرف جل همه في هاتين الناحيتين، والمعارضة لا تقل عن الحاكم اهتماما بهما وفي سبيل ذلك تضيع الحقوق وتتعطل المصالح ويرشى الأصدقاء ويشمت الأعداء، ويستفيد الخصم الجاثم على صدر البلاد[11]، وإن كانت محاولات الأحزاب الإسلامية التوحيدية لا يكتب لها النجاح غالبا مع الأحزاب الأرضية، إلا أنها تعمل على الحوار معها وتخفيض حرارة الصراع والعداوة لكي تبقى الشريحة الشعبية متراصة مساهمة بفعالية وقوة في القرار الوطني.
إن سمة الاشتراك بين الأحزاب الإسلامية والأحزاب الأرضية، في الشريحة التي يتوجهون إليها بالخطاب لا تحجب سمة المغايرة بينهما في الخطاب السياسي، حيث تحكم القواعد الشريعة الخطاب السياسي للحركة الإسلامية ويتجلى ذلك الصدع والمصداقية، في الانفتاح والحوار مع الآخرين، ونصرة الضعفاء، ورفع الظلم، والدعوة إلى تحكيم شرع الله، والتحصين الفكري، والدعوة إلى مكارم وفضائل الأخلاق .. وهذه المفردات التي تشكل في مجملها خطاب الحزب الإسلامي ليست وليدة ظروف اجتماعية كما هو الحال عند الأحزاب الأرضية التي قد تدعو أحيانا لمثل بعض تلك المفردات .. إنما هي قواعد إسلامية في التعاطي والتعامل لها بعدها الإيماني: قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين“[12] وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة” وفي رفع الظلمات والابتعاد عنه قال تعالى: “ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع“ وعن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ قوله تعالى: “وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد” متفق عليه.
وفي المطالبة بتحكيم شرع الله قوله تعالى “فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما“[13].
كل تلك المعطيات التي تشكل محور الخطاب السياسي الإسلامي، لا يمكن للحزب الإسلامي إلا أن يلتزم بها لأنها من لوازم الإيمان أما الأحزاب الأرضية ومع أن بعضها يتقارب في خطابه من خطاب الأحزاب الإسلامية إلا أنه غير ملزم بها سوى على مستوى التكتيك وكسب جمهرة الناس، فهي تشكل بالنسبة إليه مصالح ولا تشكل مبادئ.
أما في الحركة الإسلامية فإن المصلحة موجودة إلا أنها يجب أن تدور في فلك المبدئية ورغم الإطار الشرعي للخطاب السياسي الإسلامي، إلا أنه بقي بين جزر ومد، رهنا بالظروف المحيطة به فيخضع للتعديل والزيادة .. للشدة والتساهل .. ويبقى الخطاب الإسلامي متميزا عن سواه بخضوعه للكليات في الشريعة يلتزم بها ولا يتعداها في كلتا الحالتين الشدة والرخاء.
3- الاشتراك في التحرك والعمل والاختلاف في الباعث والهدف:
قد تتوحد الآلية إلى درجة عالية بين الأحزاب الأرضية والأحزاب الإسلامية فالسعي الدؤوب للتأثير في المجتمع وتحوير أفكاره وآرائه، رسالة حزبية جامعة إلا أن الباعث على هذا التحرك والهدف منه يختلفان جذريا بين هذين النوعين من الأحزاب، فالباعث في الحركة الإسلامية إذا ما رصدنا الظروف التي نشأت بها تلك الحركات والأفكار التي طرحتها نراه باعثا دينيا مرتبطا بإقامة عرى الدين في المجتمع ويقول مؤسس الحركة الإمام البنا في الباعث والمهمة “هي أن نقف في وجه هذه الموجة الطاغية من مدينة المادة وحضارة المتع والشهوات، التي جرفت الشعوب الإسلامية، فأبعدتها عن زعامة النبي صلى الله عليه وسلم وهداية القرآن وحرمت العالم من أنوار هديها، حتى تنحسر عن أرضنا ويبرأ من بلائها قومنا”[14]
أما الباعث في الأحزاب الأرضية فلا يعدو عن كونه باعثا مصلحيا ذاتيا أو جماعيا أو نازعا عصبيا عرقيا أو قوميا .. وعلى هذا الأساس نجد أن الأحزاب الإسلامية من حيث ارتباطها بالفكرة والباعث الرسالي تتمتع بشمولية الفكرة وقدسية الباعث وعمق التنظيم والامتداد.
أما الهدف في الأحزاب الأرضية فهو الوصول إلى السلطة وهو في الأحزاب الإسلامية إقامة شرع الله وقد يكون الوصول إلى السلطة مساعدا لذلك وليس الهدف والغاية.
ويتكلم الإمام البنا عن الغاية “بأنها غايتان:
غاية قريبة وهي المساهمة في الخير العام أيا كان لونه ونوعه، والخدمة الاجتماعية كلما سمحت بها الظروف وغاية أساسية هي إصلاح شامل كامل تتعاون عليه قوى الأمة جميعا وتتجه نحوه الأمة جميعا ويتناول كل الأوضاع القائمة بالتغيير والتبديل[15]
يبقى أن نقول: إنه رغم الاشتراك والاختلاف بين الأحزاب الأرضية والأحزاب الإسلامية يبقى الإنسان هو محط العلاقة وميدان التجربة وأنه وإن كانت بعض الأحزاب الإسلامية في بعض الظروف تنحرف بعيدا عن الأصالة الإسلامية في التعاطي مع الأمور، فن ذلك لا يشكل خطرا إذا انحصر في ميدان الاجتهاد ولم يتعده إلى الحدود الشرعية “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب”.
[1] القرآن الكريم – سورة المجادلة – الآية 20
[2] سيد قطب، في ظلال القرآن، دار الشروق، القاهرة، ط15 ، 1988، ج6، ص3515
[3] سورة الأحزاب – الآية 4
[4] سيد قطب – مرجع سابق – ج5 – ص2819
[5] موريس دي فرجيه – الأحزاب السياسية – دار النهار للنشر – بيروت – ترجمة علي مقلد وعبدالحسن سعد 1980 – ص6
[6] أحمد عطية – القاموس السياسي – دار النهضة العربية – مصر – 1974م
[7] أسامة الغزالي – الأحزاب السياسية في العالم لا الثالث – المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت – سلسلة عالم المعرفة – أيلول 1987 – ص18
[8] أسامة الغزالي – الأحزاب السياسية في العالم لا الثالث – المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت – سلسلة عالم المعرفة – أيلول 1987 – ص18
[9] أسامة الغزالي حرب الأحزاب السياسية في العالم الثالث – م.س.ص 162
[10] حسن البنا – مجموعة الرسائل المؤسسة الإسلامية – بيروت – 1984 – ص166-167
[11] حسن البنا – مجموعة الرسائل – م.س – ص332
[12] القرآن الكريم – سورة التوبة – الآية 119
[13] سورة النساء – الآية 65
[14] حسن البنا – مجموعة الرسائل – م.س. – ص191
[15] المرجع نفسه – ص205