بقلم الشيخ د.جاسم مهلهل الياسين

 

عن عبدالله بن عمرون بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة” رواه مسلم.

“الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة”

هذا الحديث الشريف، على قلة عدد كلماته، يعطي للمرأة الصالحة شأنا عظيما قد لا يفطن إليه القارئ المتعجل.

1- رفع النبي صلى الله عليه وسلم المرأة الصالحة فوق جميع ما في الدنيا مما يرغب فيه من مال وشهرة ومنصب وسلطان، فهي خير من هؤلاء جميعا، وهذا إكرام واضح لها.

2- توجيه الشباب الراغب في الزواج لاخيتار الصالحة دون الجميلة أو الثرية أو ذات النسب، كما في أحاديث أخرى: “من سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة، من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح، ومن شقاوة ابن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء” رواه أحمد مسند صحيح، وحديث: “فاظفر بذات الدين تربت يداك” متفق عليه، وحديث: “ما استفاد المؤمن من بعد تقوى الله عز وجل خيرا له من زوجة صالحة” رواه ابن ماجه.

وهذا التوجيه من النبي الكريم للزواج عن المرأة الصاحلة تكريم لها وتوصية بها.

3- المرأة الصالحة مصدر خير كبير، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل في حيدثه: “وأمتع متاعها المرأة الصالحة” بل قال: “وخير متاعها” وفي هذا إشارة إلى أن هذا المتاع ليس سببا في اللذة وحدها، بل هو سبب لخيرات كثيرة من سكن وحفظ ورعاية وإعانة على طاعة الله، وكثير غيرها.

4- هذا الحديث يخرج ملايين النساء الجميلات والثريات وذوات النسب من هذه الخيرية إذا لم يكن صالحات، أي أن الصلاح وحده هو الذي يعطي المرأة هذه المكانة التي رفعها النبي إليها، ومن ثم فإن المرأة الصالحة لم تعل في مكانتها على سائر ما في الدنيا فحسب، بل على سائر النساء كذلك، فهي تفخر بصلاحها أكثر مما تفخر غيرها بجمالها، أو تفخر أخرى بمالها، أو تفخر ثالثة بحسبها ونسبها.

5- وما سبق بدوره، يمنح المرأة الصالحة ثقة بنفسها، ورضى بما آتاها الله تعالى، وإطمئنانا في خاطرها، فهي عند الله مكرمة، ومن الرسول موصي بها.

وهذا كله يوفر لها صحة نفسية، فلا عقدة نقص، ولا ضعف، ولا انهزام، ولا قلق، ولا خوف إلا من الله تعالى.